اسم الکتاب : إيجاز البيان عن معاني القرآن المؤلف : النيسابوري، بيان الحق الجزء : 1 صفحة : 171
وفي الحديث [1] : «خرج اللّبن من طعنة عمر أبيض يصلد» أي: يبرق ويبصّ.
266 إِعْصارٌ: أعاصير الرّياح: زوابعها [2] ، كأنها تلتف بالنّار التفاف الثّوب المعصور بالماء. وعطف «أصاب» على «يودّ» لأنّ «يود» يتضمن التمني، والتمني يتناول الماضي والمستقبل [3] .
267 وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ: لا تقصدوا رذال المال وحشف [4] التمر في الزكاة. [1] أخرج نحوه ابن قتيبة في غريب الحديث: 1/ 623 عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
واللّفظ عنده: «أن الطبيب من الأنصار سقاه لبنا حين طعن، فخرج من الطعنة أبيض يصلد» .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 1/ 71، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 81 وقال: رجاله رجال الصحيح.
والحديث- أيضا- في الفائق: 2/ 311، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 599، والنهاية: 3/ 46. [2] قال الزجاج في معانيه: 1/ 349: «الإعصار: الريح التي تهب من الأرض كالعمود إلى السماء، وهي التي تسميها الناس الزوبعة، وهي ريح شديدة، لا يقال إنها إعصار حتى تهبّ بشدة.
قال الشاعر:
إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
وانظر معاني النحاس: 1/ 295، وتهذيب اللّغة: 2/ 15، واللسان: 4/ 578 (عصر) . [3] هذا جواب الفراء في معانيه: 1/ 175 على الإشكال في عطف الماضي على المستقبل.
فحمل العطف على المعنى. وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 396: إن «الواو» للحال لا للعطف، ومعناه: أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر» .
وانظر تفسير الفخر الرازي: 7/ 64، والبحر المحيط: 2/ 314، والدر المصون:
2/ 597. [4] الحشف: اليابس الفاسد من التمر.
ينظر غريب الحديث لابن قتيبة: 2/ 74، والنهاية: 1/ 391، واللسان: 9/ 47 (حشف) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمام الترمذي في سننه: 5/ 219، كتاب «تفسير القرآن» ، باب «ومن سورة البقرة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته ... وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشّيص والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ قالوا: لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطاه لم يأخذ إلّا على إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده» .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح» .
وأخرج نحوه ابن ماجة في السنن: 1/ 583 كتاب الزكاة، باب «النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله» ، والطبري في تفسيره: (5/ 559، 560) ، والحاكم في المستدرك:
2/ 285، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وأخرجه أيضا البيهقي في سننه: 4/ 136، كتاب الزكاة، باب ما يحرم على صاحب المال من أن يعطي الصدقة شر ماله» عن البراء أيضا.
وانظر أسباب النزول للواحدي: 120، وتفسير ابن كثير: (1/ 473، 474) ، والدر المنثور: 2/ 58) .
اسم الکتاب : إيجاز البيان عن معاني القرآن المؤلف : النيسابوري، بيان الحق الجزء : 1 صفحة : 171